تقع الغدة الدرقية في منتصف العنق، ويحيط بها مجموعة من الأوعية والأعصاب، كما يقع بالقرب منها الغدد جارات الدرق والممر التنفسي والهضمي، لذا يجب أن يكون المريض والطبيب حذراً وواعياً للمضاعفات التي يمكن أن تحصل بعد عملية الدرق.
سنذكر هنا مجموعة من التعليمات والنصائح العامة للمرضى بخصوص التعافي من جراحة الغدة الدرقية، ولكن تختلف الظروف الفردية من شخص إلى آخر لذا من المهم أن يناقش المريض أساليب الرعاية بعد العملية الجراحية مع الجراح الذي قام بإجراء العملية له، ومن أهم هذه النصائح:
- مراقبة التعافي بعد جراحة الغدة الدرقية: يجب أن يشعر المريض كل يوم بأنه أفضل حالاً عن اليوم الذي سبقه، لذا إذا شعرت في أي وقت بأنك أسوأ، أو ان أعراضك في ازدياد اتصل بطبيبك. من الهام التواصل مع الطبيب الجراح وإبلاغه بأي مشكلة تحدث وخاصةً خلال اليومين الأولين بعد الجراح، وقد تحتاج لمراجعة الطبيب بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع تقريباً من الجراحة.
- العناية بندبة جراحة الغدة الدرقية: يجب تغطية الشق الخاص بالجراحة في العنق بضماد طبي خاص، ويمكن للمريض الاستحمام وغسل الشعر كالمعتاد ولكن يجب تجنب فرك منطقة العملية بالماء والصابون. يمكن أن يلاحظ المريض وجود كدمات حول الشق أو الجزء العلوي من الصدر وتورم خفيف فوق الندبة وهذا أمرٌ طبيعي للغاية، وقد تصبح الندبة وردية وصلبة ومن ثمّ ستختفي الندبة خلال شهرين أو ثلاثة أشهر بعد العملية في معظم الأحيان.
- تناول أقراص الهرمون الدرقي: إذا كان المريض يتناول أقراص الهرمون الدرقي قبل إجراء الجراحة فيجب أن يتابع بنفس الجرعة ما لم يتم تغيير الجرعة من قبل الجراح. يحتاج المرضى للعلاج بالهرمون الدرقي إذا تم استئصال كامل الدرق، وعندها سيصف الجراح هذه الأقراص بعد الجراحة خلال زيارته الأولى، ويتم بعد ذلك قياس مستويات الهرمون الدرقي في الدم كل شهرين تقريباً حتى تستقر مستويات الهرمون لدى المريض، حيث تستقر المستويات بشكل عام في غضون (4-5) أشهر.
- الألم بعد جراحة الغدة الدرقية: إنّ الشكوى الرئيسية بعد الجراحة هي عدم الراحة في البلع في وقت مبكر، وقد يعاني بعض المرضى من ألمٍ خفيف بينما يشعر البعض الآخر بألمٍ حاد، ولكن الألم نادراً ما يكون شديداً بحيث يمنع المريض من تناول الطعام والشراب. بشكلٍ عام يكفي تناول البانادول للسيطرة على الألم، لكن قد يحتاج بعض المرضى لتناول مسكنات أقوى.
- الصوت بعد جراحة الغدة الدرقية: قد يمر صوت المريض ببعض التغييرات المؤقتة بعد الجراحة (بحة في الصوت)، ويجب أن تختفي البحة في غضون (8-10) أسابيع على الأكثر.
- السعال: إذا تمّ إجراء العملية الجراحية تحت التخدير العام، وهذا ما يحصل في معظم الحالات، فقد يشعر المريض بأنّ لديه بلغم في حلقه وذلك بسبب وضع أنبوب في القصبة الهوائية أثناء التخدير. يسبب هذا الانبوب حدوث بعض التخريش للقناة التنفسية مما يسبب حدوث التهيج والذي يتظاهر على شكل بلغم، ويجب أن يزول هذا في غضون عدة أيام.
- المحافظة على صحة العظام: يجب على المرضى الذين يتناولون أقراص الهرمون الدرقي أو الذين لديهم قصة سابقة بالإصابة بأحد أمراض الغدة الدرقية تناول الكالسيوم يومياً مع الفيتامين (D) لتعزيز صحة العظام، بالإضافة إلى هذه المكملات يوصي الطبيب أيضاً باتباع نظام من التمارين الرياضية كل يوم.
جميع الأعراض السابقة هي شكاوى طبيعية ومؤقتة وتبدأ بالتحسن بعد عدة أيام، لكن قد لا يتمكن المريض من تمييز الشكوى البسيطة عن المشكلة الجدية. فمثلاً قد تعتبر التغييرات البسيطة والعابرة في الصوت أمراً طبيعياً، وتختلف عن بحة الصوت الشديدة والدائمة والناتجة عن أذية العصب المسؤول عن الحبال الصوتية وهي أحد المضاعفات النادرة للجراحة.
لذا يجب دوماً اللجوء لطلب الاستشارة الطبية، فالطبيب الجراح هو وحده القادر على تمييز أعراض الشكوى الطبيعية عن الأعراض التي تشير لوجود مضاعفات محتملة، وهو الوحيد القادر على تقدير مدى جديتها وخطورتها.
ما هي حدود النشاط الجسدي المسموح بعد جراحة الدرق؟
يفضل معظم الجراحين أن يحد المرضى من الأنشطة البدنية الشديدة بعد الجراحة لبضعة أيام أو أسابيع، وهذا في المقام الأول للحد من خطر الورم الدموي في الرقبة بعد الجراحة وللوقاية من فتح الغرز المسؤولة عن إغلاق الجرح، لذلك يجب تأجيل الرياضات الشديدة مثل السباحة والأنشطة التي تتطلب رفع الأثقال لمدة لا تقل عن عشرة أيام إلى أسبوعين، أمّا النشاط اليومي الطبيعي يمكن أن يبدأ في اليوم الأول بعد الجراحة.
هل سيكون المريض قادراً على العودة إلى الحياة الطبيعية بعد الجراحة؟
نعم بالتأكيد سيتمكن المريض من العودة للحياة الطبيعية، وذلك بمجرد التعافي من آثار جراحة الغدة الدرقية سيتمكن عادةً من القيام بأي شيء يمكنه القيام به قبل الجراحة، ولكن كما ذكرنا سابقاً سيحدث عند بعض المرضى قصور في الغدة الدرقية بعد استئصال كامل الغدة مما يتطلب العلاج بالهرمون الدرقي لمدى الحياة، حيث سيبدأ المريض بتناول الهرمون الدرقي في اليوم الأول بعد الجراحة حتى إذا كان هناك خطط للعلاج باليود المشع، أي يعود المريض إلى حياته الطبيعية كما قبل الجراحة ما عدا حاجته أحياناً إلى أخذ أقراص الهرمون الدرقي يومياً.
هل يحدث نقص كلس الدم بعد جراحة الدرق، ولماذا يحدث؟
لا تعمل غدد جارات الدرق بشكل صحيح بعد الجراحة في نسبةٍ منخفضة من المرضى الذين خضعوا لجراحة الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم، وهذا يؤدي إلى شعور المريض بالتنميل والوخز في اليدين وباطن القدمين وحول الشفتين، وبعض المرضى يعانون أيضاً من صداع، وتظهر هذه الأعراض خلال يوم أو يومين بعد الجراحة، ويتم علاج نقص الكلس بأخذ أقراص من الكالسيوم مع فيتامين (D)، ويجب أن تتحسن الأعراض خلال (20-30) دقيقة من تناول أقراص الكالسيوم.
المراجع:
- American Thyroid Association: Thyroid Surgery
- Thyroid Clinic Sydney: Thyroid Surgery Recovery
- Mayo Clinic: Thyroidectomy
#دكتور_عبدالرحمن_شاهر
#دكتور_جراحة_سمنة
#أفضل_دكتور_جراحة_سمنة_في_الأردن
#أفصل_دكتور_جراحة_سمنة_في_عمان
أفضل دكتور جراحة سمنة في الأردن