جراحة تحويل المسار هي الشكل الأكثر شيوعاً لجراحة البدانة، وأشيع إجراءاتها هي جراحة تحويل المسار الكلاسيكية. أثناء العملية، يتم تحويل جزء من المعدة إلى كيس صغير ثم يتم ربطه إلى جزء بعيد من الأمعاء الدقيقة، وتجنب الاثني عشر وجزء من الأمعاء الدقيقة إلى حدٍ كبير.
على الرغم من أن المضاعفات المرتبطة بجراحة تحويل المسار والتي تحدث بعد الجراحة بفترة بسيطة منخفضة بشكل عام حيث تقدر بأقل من واحد في المئة، إلا أن نقص المعادن والفيتامينات الذي يحدث على المدى الطويل أمرٌ شائع جداً، والأمر المهم هنا أنه يمكن الوقاية من هذا النقص في العديد من الحالات. في المقالة التالية، سنسلط الضوء على بعض أوجه نقص التغذية التي يمكن أن تحدث بعد جراحة تحويل المسار إذا لم يتم أخذ الاحتياطات وتناول المكملات المناسبة.
ما هي المعادن والفيتامينات التي تنقص بعد جراحة تحويل المسار؟
أكثر أوجه النقص شيوعاً هي فيتامين B12، وحمض الفوليك، والزنك، والحديد، والنحاس، والكالسيوم، وفيتامين D، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل ثانوية، مثل هشاشة العظام، واعتلال الدماغ، وفقر الدم، والاعتلال العصبي المحيطي.
- فيتامين B12
يوجد فيتامين B12 في اللحوم ومنتجات الألبان، ويلعب دوراً مهماً في نمو الخلايا وتكاثرها وكذلك أداء الجهاز العصبي. الوارد اليومي الموصى به لهذا الفيتامين هو 2.4 ميكروغرام. ويعتبر نقص فيتامين B12 هو أكثر نقص غذائي شائع لدى المرضى الذين خضعوا لجراحة تحويل مسار المعدة. يتعرض مرضى السمنة لخطر متزايد من الإصابة بنقص فيتامين B12 لأن الجهاز الهضمي قد تم تعديله بطريقة تتعارض مع الامتصاص الطبيعي لهذا الفيتامين. فعند البالغين الأصحاء، يتم تفكيك فيتامين B12 في البيئة الحمضية للمعدة، ويرتبط مع أحد العوامل التي تفرزها خلايا المعدة وهذا الارتباط ضروري ليتمكن الجسم من امتصاص الفيتامين لاحقاً. في المرضى الذين خضعوا لعملية تحويل مسار المعدة، لا يتمكن الجسم من تفكيك فيتامين B 12 وبالتالي لا يتمكن من امتصاصه لاحقاً.
تشمل المضاعفات المحتملة لنقص فيتامين B12 الطبيعي فقر الدم (مما يؤدي إلى التعب والضعف العام)، والاعتلال العصبي، والصعوبات المعرفية. لذا من الهام تعويض نقصه وذلك عن طريق حبوب تؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق حقن من فيتامين B12.
- الفولات (حمض الفوليك):
يحتاج الجسم إلى الفولات لصنع خلايا جديدة مثل الخلايا العصبية وخلايا الدم الحمراء. يمكن العثور على الفولات في الأطعمة المختلفة، بما في ذلك الحبوب المدعمة والبقوليات والخضروات الورقية والفواكه والخضروات الأخرى. يمكن أن يؤدي نقص الفولات إلى مشاكل مختلفة، بما في ذلك نقص الكريات الحمر بالإضافة إلى العديد من المشاكل العصبية والنفسية. الفولات مهم بشكلٍ خاص للمرأة الحامل لمنع العيوب الخلقية مثل عيوب الأنبوب العصبي، وتوصي الدراسات بتناول 400 ميكروغرام لجميع البالغين، وتزداد هذه الكميات في بعض الحالات مثل الحمل.
يمكن للعمليات التي تتداخل مع جدار الأمعاء مثل جراحة الأمعاء، وفرط نمو البكتيريا، والداء الزلاقي، أن تقلل من امتصاص الفولات وتسبب نقص الفولات.
- الحديد:
الحديد هو عنصر غذائي أساسي آخر هام لجسم الإنسان، وهو عنصر معدني موجود في اللحوم الحمراء والخضروات. الوارد اليومي الموصى به للحديد هو حوالي 8 ميلي غرام إلى 18 ميلي غرام يومياً، وتختلف الكميات من شخصٍ لآخر بحسب العمر والجنس. على الرغم من أن الآلية الدقيقة لامتصاص الحديد غير واضحة، لكن يبدو أن بداية الأمعاء الدقيقة تلعب دوراً أساسياً في عملية الامتصاص.
ينقص الحديد لسببين رئيسين هما ضياع الدم مثل حالات النزف، ونقص الامتصاص مثل حالات سوء التغذية أو مشاكل الأمعاء، ويؤدي نقص الحديد لحدوث فقر الدم، والأظافر الهشة، والتعب، والضعف العام، والتهيج. يبقى نقص الحديد السبب الأكثر شيوعاً لفقر الدم بالإضافة إلى كونه أكثر نقص تغذية معروف بين البالغين.
- النحاس:
يُعتبر النحاس من مضادات الأكسدة القوية الضرورية لجسم الإنسان. يوجد في اللحوم والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة. الوارد اليومي الموصى به للبالغين هو حوالي 700 ميكروغرام. وقد يعاني الأفراد المصابون بنقص النحاس من صعوبة تدريجية في المشي أو زيادة قوة العضلات أو التشنج أو تضخم القلب أو تغيرات الجلد أو الاعتلال العصبي. يمكن أن يؤدي نقص النحاس أيضاً إلى مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية والنفسية.
يحدث امتصاص النحاس بشكل أساسي في الأمعاء الدقيقة. يمكن أن تؤثر العمليات المختلفة على الامتصاص المعوي، بما في ذلك جراحة الأمعاء، والعادات الغذائية السيئة.
- الكالسيوم وفيتامين D:
هناك تقارير متعددة عن نقص الكالسيوم وفيتامين D وفرط نشاط جارات الغدة الدرقية في المرضى الذين خضعوا لجراحة تحويل المسار مؤخراً. لذا توصي العديد من الدراسات بالمكملات للكالسيوم وفيتامين D في وقت إجراء العملية لمكافحة هذه الآثار الضارة.
يتم تنظيم امتصاص الكالسيوم واستقلابه بعناية من خلال مستويات الكالسيوم وفيتامين D وهرمون الغدة الدرقية. هناك حاجة إلى مراقبة دقيقة للحفاظ على التوازن، لأن هذه المستويات قد تتغير بعد جراحة السمنة. تتراوح الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم للبالغين بين 1000 ميلي غرام و1300 ميلي غرام، بينما يوصى بفيتامين D ما بين 5 ميكروغرام و15 ميكروغرام، على الرغم من أن تناول الكالسيوم الغذائي الموصى به يجب أن يكون أعلى لمرضى جراحة السمنة. تشمل مصادر الكالسيوم الجيدة منتجات الألبان مثل الجبن أو الحليب. قد تكون هناك حاجة إلى مكملات إضافية لهؤلاء المرضى.
لتجنب مثل هذه المضاعفات، غالباً ما يُنصح المرضى ببدء تناول المكملات الغذائية بعد فترة وجيزة من الجراحة، بينما لا يزالون في المستشفى. ومع ذلك، يمكن أن تحدث الآثار الجانبية بعد أشهر من الإجراء، حيث قد لا يلتزم المرضى بتناول المكملات الغذائية الموصوفة، أو قد يصبح الأطباء أقل انتباهاً في مراقبة المرضى بحثاً عن نقص التغذية.
المراجع:
- The Journal of the American Osteopathic Association: Nutritional Deficiencies After Gastric Bypass Surgery
- EMconsulte: Nutritional Deficiency after gastric bypass: Diagnosis, prevention and Treatment.
- Endocrinetoday: Nutritional deficiencies common before and after bariatric surgery
#دكتور_عبدالرحمن_شاهر
#دكتور_جراحة_سمنة
#أفضل_دكتور_جراحة_سمنة_في_الأردن
#أفصل_دكتور_جراحة_سمنة_في_عمان
أفضل دكتور جراحة سمنة في الأردن