ليس سراً أن الوزن الزائد يمكن أن يكون له تأثيرٌ سلبي على صحتك، فمعظمنا يدرك بشكلٍ جيد أثر البدانة على صحة القلب والشرايين وارتباطها بارتفاع ضغط الدم، لكنها في الواقع تؤثر على عمل الرئتين وصحتهما، ومستويات السكر في الدم، وتزيد من حدوث نوب توقف التنفس أثناء النوم كما أنها تؤثر بشكل خطير على صحة وسلامة العظام والمفاصل وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
تتكون المفاصل -الركبتين والوركين والكاحلين والكتفين والمرفقين -عندما تجتمع نهايات عظمين أو أكثر معاً وتلتصق ببعضها بواسطة أنسجة سميكة. فمفصل الركبة، على سبيل المثال، يتشكل من عظمين ساقيين متصلين بعظم الفخذ.
تتحمل المفاصل قدراً معيناً من الوزن والضغط، ويمكن أن يسبب وضع الكثير من الوزن أو الضغط على المفاصل مشاكل كبيرة. إذا كنت مصاباً بالوزن الزائد أو السمنة، فمن الصعب علاج هذه المشاكل، والنتائج ليست جيدة كما هو الحال في الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
ما هي أشيع مشاكل المفاصل، وما علاقتها بالبدانة؟
يمكن أن يؤدي هذا الوزن الزائد إلى العديد من المشاكل، بما في ذلك التهاب المفاصل. عندما يصبح السطح الأملس المسمى "غضروف" والموجود على أطراف العظام تالفاً أو مهترئاً، ستبدأ في الشعور بالألم والتصلب في المفصل، وفي بعض الأحيان يتورم المفصل.
يضع الوزن أيضاً ضغطاً على الأنسجة الرابطة حول المفاصل والتي تسمى الأوتار. الأوتار تربط العضلات بالعظام، ويمكن أن يؤدي الضغط الإضافي الذي يتم وضعه على المفاصل عن طريق زيادة الوزن إلى التهاب الوتر، مما يؤدي إلى التورم والاحمرار والألم حول المفصل، وقد يكون هذا الألم شديداً بحيث يعيق حركة المريض.
هناك مشكلة أخرى تصيب المفاصل هي "التهاب الجراب"، والجراب هو كيس مملوء بسائل يوجد بالقرب من المفصل يساعد على منع الأنسجة من الاحتكاك بالعظام. عندما يتهيج الجراب، يمكن أن يسبب الألم والتورم والاحمرار، تماماً مثل التهاب الأوتار. كما يمكن أن يتطور التهاب الجراب بعد الإصابة أو بسبب الحركات المتكررة (الإفراط في الاستخدام)، ولكن يمكن أن ينتج أيضاً عن التأثر بالوزن الزائد.
قد يكون علاج بعض مشاكل المفاصل بسيطاً. يمكن أن يساعد فقدان الوزن ووضع الثلج على المفصل الملتهب وإراحة المفصل وتناول الأسبرين أو الأدوية الأخرى التي لا تستلزم وصفة طبية في تقليل الألم والتورم والاحمرار، ولكن إذا أصبح الألم والتلف في المفصل شديداً، فقد يكون الخيار الوحيد هو استبدال المفصل المصاب.
كيف يتم استبدال المفاصل:
أثناء جراحة استبدال المفصل، يتم قطع العظم وإعادة تشكيله واستبداله بمفصل صناعي الذي عادةً ما يكون مصنوعاً من المعدن (مثل الفولاذ أو التيتانيوم) والبلاستيك. تعتبر جراحة استبدال المفاصل ناجحةً للغاية في تخفيف الألم بسبب التهاب المفاصل. يمكن استبدال العديد من المفاصل، وتشمل أنواع جراحة استبدال المفاصل الأكثر شيوعاً الركبة أو الورك، ولكن يمكن أيضاً استبدال مفاصل الكاحل والكتف والمرفق في بعض الحالات.
يضع الوزن الزائد حملاً إضافياً على بعض المفاصل وخاصةً تلك التي تحمل وزن الجسم مثل الركبتين والوركين، لذا يحتاج هؤلاء الأشخاص لتبديل هذه المفاصل أكثر من غيرهم، وغالباً ما يتم إجراء تبديل المفصل بأعمار أصغر، حيث يتم إجراء الجراحة قبل سبع أو ثماني سنوات من شخص ذي وزن طبيعي.
تنطوي جراحة استبدال المفاصل، مثل كل العمليات الجراحية الأخرى، على مخاطر ومضاعفات ومن أهمها العدوى والتجلطات الدموية وغيرها، وتحدث المضاعفات عند المرضى الذين يعانون من السمنة بشكلٍ أكثر تواتراً من المرضى الذين يتمتعون بوزن طبيعي.
كذلك يمكن أن يكون للجراحة في المرضى المصابين بالسمنة مشاكل أخرى، فالدهون الزائدة مثلاً تجعل من الصعب على الجراح العثور على العظام والوصول إليها، لذلك تكون الجراحة أكثر صعوبة، وقد تستغرق الجراحة وقتاً أطول ويضطر الجراح إلى إجراء جرح أطول أو أكبر في الجلد -مما يؤدي إلى ندبة أكبر. بعد الجراحة، قد يستغرق شفاء الجروح والعلاج الطبيعي للعودة إلى مستويات النشاط السابقة وقتاً أطول.
ما هي المشاكل العظمية الأخرى التي تسببها السمنة؟
هل تعلم أن الأشخاص البدينين أكثر عرضة لأذية أنفسهم من أصحاب الوزن الطبيعي، كما يعانون من مشاكل أكثر ومضاعفات ومضاعفات خلال شفاء الجروح.
على سبيل المثال، إن خلع مفصل الركبة أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد. وعلى الرغم من أنك قد تعتقد أن الوزن سيجعل العظام أقوى، إلا أن الكسور في الكاحل والورك والفخذ وعظام الساق تحدث بشكل متكرر أكثر عند الأشخاص المتأثرين بالوزن الزائد.
متلازمة الألم المزمن:
هذا النوع من الألم يسمى الألم "طويل الأمد" أو "متلازمة الألم المزمن". كلما زاد وزنك، تزداد احتمالية إصابتك بمتلازمة الألم المزمن، في الواقع، الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة هم أكثر عرضة مرتين على الأقل للألم طويل الأمد من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. ربما يمكن تفسير جزء من المشكلة بزيادة الضغط الذي يضعه الوزن الزائد على المفاصل.
الألم المزمن، خاصة في الركبتين والقدمين، أكثر شيوعاً عند الأطفال المصابين ببدانة الأطفال مقارنة بالأطفال ذوي الوزن الطبيعي.
هل يساعد تخفيف الوزن في تقليل هذه المخاطر؟
بالطبع، يعتبر تخفيف الوزن أمراً حيوياً وهاماً لتقليل المخاطر الناجمة عن البدانة ويحمي المفاصل من حدوث المزيد من الضرر والتأذي، كما أنه يحسن نتائج الجراحة وخاصةً جراحة تبديل المفصل إن لزمت. لكن المشكلة أن تخفيف الوزن عند هؤلاء المرضى غالباً ما يكون أمراً صعباً.
يعتمد تخفيف الوزن على تقليل الوارد الغذائي وذلك عبر اتباع حمية غذائية منخفضة الحريرات، وممارسة الرياضة. المشكلة هنا أن ممارسة الرياضة قد تكون صعبة عند الأشخاص البدينين، كما أن أذيات المفاصل تزيد الامر صعوبة، لذا من الهام استشارة طبيبك حول نوع الرياضة الذي يمكنك ممارسته لتجنب إحداث اذية إضافية على المفاصل. في هذه الحالات، وبخاصة إذا كان مؤشر كتلة الجسم عالياً بشدة، ينصح الأطباء باللجوء إلى الجراحة لحل مشكلة الوزن الزائد وتجنب المضاعفات المرتبطة به.
المراجع:
- Ramsay Health Care: How Obesity Affects Your Bones and Joints
- Cary Orthopaedics: The Impact of Obesity on Joint Health
- Obesity Action: What Your Weight Means for Your Bones
#دكتور_عبدالرحمن_شاهر
#دكتور_جراحة_سمنة
#أفضل_دكتور_جراحة_سمنة_في_الأردن
#أفصل_دكتور_جراحة_سمنة_في_عمان
أفضل دكتور جراحة سمنة في الأردن